الاثنين، 22 سبتمبر 2014

سؤال نهر


النهر يسأل ياسقاية زهرنا
قولي بربكِ ما الذي أذواكِ

مابال زنبقة تجرّ رحيلها 
وهي البلاد لكل طير باك ؟

يانهر لا تسأل فمالي حيلة 
قلبي أمان واقع بشراك

تبت يدا مدن تبيد صباحها 
تغشى الغياهب دونما إدراكِ

وحدة


وحيدة الحلم لا شيئا يحاورني
إلا رؤى أفلَتَتْ عمري لأمسكَها

من أين تنبجس الأنوار في جهتي
والشمس ضلت بهذا الليل مسلكها

ذوبتني في مياه الكشف أغنية
تحدث الكون عن صمت تملكها

عقبية الوجه حلم النخل يلبسني
روحا تغربت عن طيني لأدركَها

الخميس، 11 سبتمبر 2014



رفرفة من أقاصي القلب

شطر الجرح فؤادي وأنايا
وأحال ا لدمعة الخرساء نايا

حين أمضي خلف غيمات دموعي
يكثر الوهم وتبليني المرايا

ثم أرمي الأمس غيبا لغدي
وإذا بالغد خوف ورزايا

وتباكيني طيورٌ نائحاتٌ
لتواسيني خرافات الصبايا

تضحك الطفلة يعروها فتون
صاعد بي من ترابي لسمايا

فكأنّي صدفة الأيام تأتي
وكأني من غريبات الحكايا

كم يحاكيني هرائي بالتناسي
ويمر الوقت في ليت عسايا

رف طير في أقاصي القلب غنى
مرجعا للروح أطياف صبايا

ذابت الأحزان ثلجا بضياء
لربيع هو من بعض رؤايا

كم ينادي ظمئي آل الضحى
وكأن الريح قد قدت خطايا

وإذا بالماء أسراب سراب
بددتها الريح في كل الزوايا

عبثا يا طفلة الأحلام كنا
نغرس الكل لكي نجني الشظايا

ياسمات الصوت يا لحن المحيا
يا على ساعات أيامي سجايا

ياخطوط البوح يا بعض يدي
يا سطورا عانقت سحر الخفايا

كان لي صندوق عمر كم تسلى
به وهمي وتناسته الحكايا

ورماني في غيابي وتجلى
في طروس نبضت بعد المنايا

فيه تخضر ظلال من نخيل
باسقات أينعت فيها يدايا

برعم اللحن على غصن وجومي
وشدا مالم تبحه شفتايا

أجمل العيش انحناء لخلال
وارتقاء عن دنيئات الخطايا

لطيفة حساني

الأحد، 7 سبتمبر 2014


10487401_511304278998571_4682805548032733603_n

مولد العطر موت للزهور

 من كوكب الحزن قد جاءت حكاياتي
تقـــص للـــبدء بعضا من نهـــاياتي
تبـــعثر القـــلب في الأوراق بـــائسة
نضت على البوح أسمال المســافات


طعنت في الحزن في ريعان أزمنتي
وقـــد منـــحت المـــحيا للـــغـيابات


من يســـتفز فراشاتي وقد أفلت
شمس الطريق وفرت من صراعـاتي


أدق بـــــاب هواهم أقتفي أملي
ليـــــفتح اليـــأس من كــل اتجاهات


نــــزعـــت أقنعة الأيام واثـــقة
أن الــــسعادة ضرب مــن خيــالاتي


أرى المعاول لو فكرت في فدن
تــــهز فـــي المـــرايا لانــهياراتي


أنا الغريقة غطى الماء أشرعتي
وســـــارع الغيم في إخفاء مرســـاتي


أمــــد كفي وهذا الروع مختنق
ومــــا رأيــــت مجيرا غــــير أناتي


يقـــودني الماء لا درب ومتجه
والمـــــوت يغمر بالديـــــجور مرآتي


بكاني السمك الغواص منتحبا
وقــــد رثـــــــتني جميع الأرخــبيلات


قــــــاسمتهم ألقــــا لما تملكني
وهـــــم التــنفس في عمق المحيطات


أضعتني وأضاع الوهم متجهي
وحـــالنــي الــــوقت لغزا في متاهات


عنقاء تحكى ولا تبدو حقيقتها
لا فــــي الــتراب ولا بين المـجرات


يردد الطير ما تخفيه أغنيتي
وتـــــــذكر اللـحن أرواح الفراشات


ويحمل الطفل في صندوق مهجته
إلـــــى الغــــمام بريدا من رسالاتي


أنا وروحي ظلام التيه موطننا
فهـــل على الفجر أرض للــحمامات


موتي حياة فلا ضير ولا أسف
فمـــــــولد العــطر موت للزهيرات


أحالها الدهر دمعا قد سقى ورقا
يـــــبعثر الـــــدر في كل المساءات


وهكذا يا زمان الصمت خاتمتي
تـــــدق بــالبوح أبواب البـــدايات



عطر من عباءة عنتره
هل غادر الشعراء من متردم؟
أم هل عرفت الدار بعد توهم؟


كيف السؤال عن الديار ووجهها
وجهي وذكراها عطور في دمي


ورقاؤها تبقى تذكرني الحمى
لو راح بالطير الجريح تهكمي


دار من الضوء العجيب مَشِيدة
من يقترب ويطأ حماها يلهم


فوقفت فيها ريشة وأناملا
لأجس نبض درايتي وتعلّمي


طورا أحن إلى الخيام وتارة
أهوى المدينة وارتقاء السلم


إذ لا أزال على سجية شاعر
يسقي الأحبة وهو غرثان ظمي


لبس المواهب حلة غيبية
في جيبها آثار سيف مخذم


من عنتر الزمن القديم تفجرت
من بوحه أسطورة المتكتم


من لا يطاول في السما جوزاءها
فعليه أن يذر السما للأنجم


أستلهم الأسرار من غمد الرؤى
لأبثها نورا بكون مظلم


من أفق آل البيت جئت حمامة
عافت بملء النبل كل محرّم


من عقبة الفهري لسان رسالة
قد لعثم الدنيا ولم يتلعثم


ولقد مررت على الكروم تنزها
عن مورد هو من مزاج جهنم


أهوى ضباب الحرف يسمو غيمة
حملت مياه جفونها من زمزم


أهوى اغتراب الروح ضادا عذبة
ما شابها كدر سقيم أعجمي


حولي المآذن لا يبح نداؤها
الله أكبر ويك لا تستسلمي


والنخل أومأ في مهابة صمته
شدي الرحال إلى سموّك واحلمي


مازلت أبحث في القريض وثوبه
ما غادر الشعراء من متردم

لطيفة حساني
صورة: ‏عطر من عباءة عنتره </p><br />
<p>هل غادر الشعراء من متردم؟<br /><br />
أم هل عرفت الدار بعد توهم؟</p><br />
<p>كيف السؤال عن الديار ووجهها<br /><br />
وجهي وذكراها عطور في دمي</p><br />
<p>ورقاؤها تبقى تذكرني الحمى<br /><br />
لو راح بالطير الجريح تهكمي</p><br />
<p>دار من الضوء العجيب مَشِيدة<br /><br />
من يقترب ويطأ حماها يلهم</p><br />
<p>فوقفت فيها ريشة وأناملا<br /><br />
لأجس نبض درايتي وتعلّمي</p><br />
<p>طورا أحن إلى الخيام وتارة<br /><br />
أهوى المدينة وارتقاء السلم</p><br />
<p>إذ لا أزال على سجية شاعر<br /><br />
يسقي الأحبة وهو غرثان ظمي</p><br />
<p>لبس المواهب حلة غيبية<br /><br />
في جيبها آثار سيف مخذم</p><br />
<p>من عنتر الزمن القديم تفجرت<br /><br />
من بوحه أسطورة المتكتم</p><br />
<p>من لا يطاول في السما جوزاءها<br /><br />
فعليه أن يذر السما للأنجم</p><br />
<p>أستلهم الأسرار من غمد الرؤى<br /><br />
لأبثها نورا بكون مظلم</p><br />
<p>من أفق آل البيت جئت حمامة<br /><br />
عافت بملء النبل كل محرّم</p><br />
<p>من عقبة الفهري لسان رسالة<br /><br />
قد لعثم الدنيا ولم يتلعثم</p><br />
<p>ولقد مررت على الكروم تنزها<br /><br />
عن مورد هو من مزاج جهنم</p><br />
<p>أهوى ضباب الحرف يسمو غيمة<br /><br />
حملت مياه جفونها من زمزم</p><br />
<p>أهوى اغتراب الروح ضادا عذبة<br /><br />
ما شابها كدر سقيم أعجمي</p><br />
<p>حولي المآذن لا يبح نداؤها<br /><br />
الله أكبر ويك لا تستسلمي</p><br />
<p>والنخل أومأ في مهابة صمته<br /><br />
شدي الرحال إلى سموّك واحلمي</p><br />
<p>مازلت أبحث في القريض وثوبه<br /><br />
ما  غادر الشعراء من متردم </p><br />
<p>لطيفة حساني‏

الجمعة، 5 سبتمبر 2014


أحن للنهر إذ نادى ظبى أملي
يمسي أجاجا يغطي وجهه الزبدُ

تمرد القوم حتى صرت أولهم 
لتحتوينا غدا أزماننا الجدد

تجري الرياح فنحنو تحتها وجلا
كي لا يُكسر منا الساق والعضد

جنائن الظلم في أوطاننا ينعت
ياقلب فاجن ثمارا مالها عددُ

لطيفة
طريق الاكتمال


على روض تنفسه ضيائي 
مررت وسينه تبتز رائي


تشذرني مرايا للمرائي 
بروح حلقت حد انكفائي


لأنَّ المجدَ يأتي بالنِّضالِ


طويتُ الأمسَ والذكرى القديمهْ 
لأنسى صفعةَ الدهرِ الأليمهْ


دروب القلب هجفاءٌ عقيمهْ 
إلى أن صرت في الآفاق دِيمهْ


ليبقى حلم قلبي في اتصالِ


أتيتُ بثغرِ أيامي سؤالا 
بحَيرتهِ أرى الدنيا ثُمالى


يبعثرُ في قرائحها انشغالا 
ويُوْدعها لأفكاري احتِمالا


وما وصلَت لما يهفُو ببالي


تشرِّدني غياباتُ المرايا 
وتسلُبني تخاريفُ الصبايا


ويعبرُ ألفُ رمحٍ في حَشايا 
إذا عنَّت لذاكرتي الحكايا


ويُذْكي الأمسُ أوصابَ اللَّيالي


وأصبرُ إنَّ في صبري شفاءا 
إذا الرحمنُ كلَّفني ابتلاءا


وما جدوى المعذَّبِ إن أساءا؟ 
يمرُّ مرورَ جيلٍ قد تناءى


وما ربِّي عن العاصي بِسالِ


دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ 
ولا تجزع إذا ساءت وساؤوا


تعلَّم إن تبنَّاك العناءُ 
فدَربُ الجنةِ العُليا شَقاءُ


ويا حظَّ الذي نالَ المعالي


على رُوح الطفولةِ قد تنامى 
ربيعُ العمر، والنَّعناعُ قاما


يحاورُ من صدى حُسني الخزامى 
يضوعُ ليملأَ الدنيا سلاما


لعلِّي أشتري بعضَ الكمالِ.




لطيفة حساني
عالم يمشي على رأسه


عمّتْ فخفــّت هكذا التفكيرُ
جل العباد على الرؤوس تسيرُ 


نبقى بعيدا في سماء ضيائنا
ما همنا التقديم والتأخيرُ


دعهم لهذا الغي عاهدنا المدى 
أن يستظل بنورنا الديجور


متبسمين لو الحياة كئيبة
متفائلين على الجراح نسير


نم يا أبي قمرا هناك . مكاننا
مثل القديم مدى الزمان عبير


سلبوالطريق فلم أغادر بسمتي
مادام يرسم خطوتيّ أثير


درسو تفاصيل العبور فقطّعو ا
سبل الغمام فخانهم تدبير


سكناي ذاك الأفق بين عواطف
تغتابها الأزهار والعصفور


لطيفة حساني

الخميس، 4 سبتمبر 2014

ياقارئ الشعر لا تكثر معاتبتي
فالحزن فجر ما في طي كتماني

ليست بحورا ولا مستفعلا فعلا
بل نزف قلب تشظى  بين أوزان

مدينة الشعر أبراج مشيّدة
دوما تقوم على أطلال إنسان

لطيفة 

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014


آه ياشام

آه ياشام

ياشام ألقيت السلام فرد دمع الياسمين 
بصمته مافي كلام

الموت أسرع من ردود سلامكم
ياعرب متّم مثلما مات السلامْ

والطفل قبل النوم يسمع قصة الملك
الصغير مسافرا بين الغمامْ

فقد الصباح ضياءه وبهاءه
والعرب تلعن مايخلفه الظلام

كانت كمثل الشام أحلام الصبا
ضوءا يسافر في غد من إبتسامْ

في مثل هذا الموت كان شتاؤنا
الأبدي يا أعرابنا كان الختامْ

ياذاهبا للشرق سلملي على
ماض توسدَ قلبيَ الدامي ونامْ

سلم على كل الزهور وكل
قبر كان بشرى للمحبة والوئام

كان المكان معارجا للحسن
ياجمر الزمان فدع فؤادي في سلام

ياوالدي ماذا نقول إذا سألت
عن العروبة والمدائن والحمامْ

ا شام يحدونا الحنين إلى زمان
ليس يعرف مايسميه الكلامْ

كنا صغارا يا أبي نصغي إليك
لما سردت عن انتماءات الكرامْ

يتأرجح القلب المعنّى بين
تصديق وتكذيب وكلٌّ لايلام

الصبح جاء كمثل قلبي واجما
يحصي شذور الحلم مابين الركامْ

وصبية نامت تؤنّسها الدمى
وصباحها بين المنية والرجام

الأمس يبكي ماتبقى من رجا
أحيا حِماما لا يعادله حـِمام

لاتجرحوا ذكرى الأثير بخافقي
فالطير مشتاق إلى سرب الغمامْ

تغريبتي الأولى تناسى أمسها
قلبي لأبحر في غيابي ألف عام
لطيفة حساني

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014


القصيدة الفائزة بالرتبة الأولى عربيا في مسابقة القلم الحر

أهزوجة البحر والغمام 

ياحلة من خيوط اليأس والأمل 
متى تميسين بي تيها لتكتملي ؟

متى أعنّ لكل الكون من أفــق 
كفا توزع خبز الشعر في السبل

ياضفتين من الــريحان نهرهما 
فيض من الحب والإبريز والعسل

عتقت في الغيم بعضا من سمات يدي
ليسقيَ الغيث هذا القفر من جملي 

وأقبل البحر من أقصى شواطئه 
ظمآن يطلب مني جــرعة الأمل

يا حلة قد تهادى الكون بي طربا 
ولفـــني النــجم بالتحليق والجدل

ياهل ترى أي تطريز يفضلنا ؟
وأي زي يضاهـــي روعة الدول ؟

أظل أنحت في الزهراء قافيتي 
وأنقش المجد في يوح وفي زحل

أنا المــــدينة للأغراب متعبة 
من اغترابي وأرضي حيرة السبل
أنا الفضاء لطير متعب وجل 
وقـــد قضيت حيـــاتي بين معتقلي

ياحـــــلة فتح التاريخ مبتسما 
أبــــوابه فـــدخلنا قلـــعة الــــمثل

سلافة من كروم الدمع نسكبها 
على جـــــمال بذكرى حزننا ثمل

أرمي زهوري على الشرفات عالمة 
بشــوكهم وفؤادي ليس من دخل

ماعشت كي تورق الأشواك في خلدي 
كما كبرت على ترقــيع منعزلي

مع الخطى برعم الحرمان يأخذني 
إلــى الــتغرب بين الدار والأهل

أتــــيت أحـــجية ضجت بأسئلة 
في سرها لغة الإصرار والوجل

يســــافر العمر لا يبقي بنا أثرا 
ونحن ننحت أعمارا مدى الأزل

نصيِّر الأغنيات الخضر من جدب 
ونستسيغ جميل اللحن من مجـل

نبوس كف دنـــانا وهي تصفعنا 
ليسخر القـلب من هم ومن علل

أسائـــــل الخلد المشطور باحثة 
عنـــي ليســألني حلي ومرتحلي

من ألف صبح وئيد طرزت جملي 
ومن خرائـط تيهي قد بدت دولي

تحدو غمام اغترابي ريح أسئلتي 
فينزل الشعر رقراقا على النزل

وتعصف الريح تلو الريح غاضبة 
لتزرع الروح فينا حكمة الجبل

ياحــــلة بنياط القــــلب أغزلها 
متى تميسين بي تيها لتكتملي؟


هينمات من ظلال البدايات





يا واجـما وهْـــو أنفــاس المواويــلِ
أضــاعــــــك الضـوءُ يا زيت القناديلِ
في جوفــك الشوك والأزهار تــنثرها
وثــــوبك الــخوف من نــــأي وتأجيل
حــُمّ القـضاء وهــدتـــنا مخـــاوفــــنا
وســـكرة المــوت إدراك المــجاهــيل
سرنا وراء ظلال الــروض تجـــذبنا
ليـــُكشـف الحسن تمــثيلا بتمـــــثيل
وعدت من حيث بي تغريبتي عصفت
أيـــقونة أُسِـــرَت بــــين الـــتمـاثــيل
ماذا أخــــذت إذا مـا الظـــــل أتبعه
قد أبدع الظل في تيهي وتضلـــيلي
تـــــركت زنـــزانة الصلصال واهمة
وزجّني الحمق فيها دون تفـصـــيل
يا نــــــورسا صبوات البـــحر تذكره
ولــــــم يزل وده بعض الأقـــاويل
حقل الــــمساء طوى في كفـــه قمرا
يـطابق الروح في كل التــفاصيل
قـــــد أدبــر القــــمر الغرّيد مبتسما
بنــــبل من أخمدت دمعا بتــعقيل
نعــــم أموت لضعف الحال واجمة
وما رفعت لغير اللــه توكيلي
سيفـــتح الـــله أبــــوابــــا مغلـــّقة
ولا دوام لحــــال دون تـــحويــل
تحيــــة لورود القـــــلب أبــــعثها
ليـــــذكروا أنهم فازوا بترحيلــي
جراحكم أغرقت ودي وما حفظت
ســنون عمري وولّى كل تــعليل
أوصدت باب المدى في وجه خيبتكم
فلا مــــجال لإتــعاب المراســيل
تهـــــدّل الــــدمع ألماسا أجمّعه
لكـــــي أرصع تيجان المواويــل
تحت المحيط نشيج فر من حجر
أجــابه القلب في طهر العيــاييل
ياويحها مهجة شقت مــعازفها
من القروح ومن نزف الدمـاميل
دخــــلت مملكة مرت بأخيلتي
وجــــدت فـيها فساتيني وإكلـيلي
فيها حمامة أضواء تلمـــلمني
لو أطرق الكون والدنيا تغني لي

دمعة طفل عربي

الأرض مقفرة الملامح والصورْ
من أين لي أفق لأغنية المطرْ ؟

طفل على تلاّت خيبتنا يفتّش 
بين طين وجودنا أين البشر؟

لا وجه يرشدني لمخبإ لعبتي
فجميعكم درب يسير إلى الخطر

أختي بكت من ذا يكفكف دمعها ؟
وأبي وأمي فضّلا عنا السفر

بالأمس جارتنا تقول سيرجعان 
وتمتمت حمدا على حكم القدر

تبكي بصمت ماعرفت لمَ البكا 
ستعود والدتي لأستقصي الخبر

أولستم العرْب الذين بقصتي ؟
وبحزمة الأعواد علّمنا العبر

لم تفعلوا شيئا فماذا ياترى
أحكي لأطفال صغار في الكبر

ماذا عساي أقول عنكم في غد؟
أولا أقول ............... وكيف أغتاب الحجر

نفس السماء وكل شيء نفسه 
والحلم يرسل دمعتين إلى القمر

مادامت الأرض الشغوف ببسمتي 
عربية سأعود في فصل المطر 

لطيفة حساني



ظنون


تترنم الكلمات ملء غيابنا 
والصمت فينا ساكن مسكونُ

للطين أسرار تأجل وجهها 
حتى يعود لنخله الزيتونُ

حتى يغني الأرز صبوة نيله 
لنقول في وجه العدى سنكونُ

ياحرقة العيد الأخير تضرمي
وتضرمي إن السكوت جنون

بدم العراق تلونت خيباتنا 
لاشكل إلا خانه المضمون

فمتى سنرمق من بعيد ظلنا
أم أن ظل الآتيات ظنون؟ 

يا آسيا أضرم التجريح علتــَهُ
ويا وفيا أذل الغدر مهجتهُ

ياقلب صبرا على ما ضاع من وطن
فقد بلغنا من التغريب ذروتهُ

جئنا إلى الكون أزهارا يلوّنها
صدق يوزع في الدنيا براءته

جئنا فراشا له الأحلام أجنحة
يختال لكن لهيب النار باغتهُ

ياقلب أعلم أن الجرح متسع 
وسكرة الموت أن تنسى مرارته

دخلت كهف الأسى المهجورَ منفردا
ولم تخف ليله الخالي ووحشتهُ

نسير في موطن الأحباب يشبهنا
غريب قوم يزيد الخوف غربتهُ

غرثان ظمآن ملتف بوحدته
أضاع في مقويات اليأس عدتهُ

طيف له ألف طيف كلها خلدي
الأمس لملمه واليوم شتتهُ

لطيفة

جمل تملص من ثقوب الذاكرهْ

ترك الرسالة موتها للشاعرة

دلفت إلى أسوار نجمتها الدفينة تقتفي

وطنا تسافر فيه أسراب النوارس تنكر البحر الحزين.....

بين التفاف اللاتصوّر عابرهْ

يهفو الحنين ببسمة النعناع في دمنا 

إسمع سكوتي لا مجال إذن لدمع 

الليل كي يسقي الخفايا الغابره

في شرفة الطين المعتق من قديم الشوق

من صبوات كانت للحمامة بسمتان

تغنيان إذا النجوم تغربت

والصمت خيم يرسم الأحزان في جفن الغيوم الماطرهْ

وجم المساء....

إني اختلست من الشرود أصابعي

أخشى عليها من ضياعي

بين منفاي الأخير.....

لطيفة حساني