الاثنين، 15 أكتوبر 2012

رثاء العامة الشيخ الهاشمي حساني



رثاء العامة الشيخ الهاشمي حساني

توسد النجم واستتفه مراثينا
هل نحن نرثيك أم ذكراك ترثينا

من لي بميت غدا حيا بسيرته
كذاك حي غدا في القهر مدفونا

نعوك والعقل مني غائب ذهل
هذا هراء وأقوال المسيئين

من لي وقد لفك الترب المقيم بنا
ياترب مهلا على وجه المحبين

يالحد مهلا على وجه الذي رحلت
مع ابتسامته دنيا تواسينا

ياليل أدبر فلا والله ما ألفت
عيوننا أن يوارى ظله حينا

يا صبح أضحى بعيد الصبح مغتربا
يحاور الصمت مابين الغريبين

ناري تسابق دمعي في تحرّقه
ولوعة الشوق قد صارت براكينا

برد شديد به الوجدان منتفض
والدفء غاب ولا نشكو مآسينا

مراجل القلب تغلي ليس يبردها
غير التجلد يشفي جرحنا حينا

لقد تركت بنا صحراء قاحلة
لا ماء لا خضرة لاشيء يعنينا

لوالدموع تعيد الأمس أبذله
دمعا وترجع ياقلبا سرى فينا

كما تركت لنا الساحات مقفرة
حزنا تدثرنا خوفا تغطينا

الأحد، 14 أكتوبر 2012

ويهتفون بحياة الرداءة





ويهتفون بحياة الرداءة للشاعرة لطيفة حساني

يـاليـل صــمتك للمحزون إصغاءُ
وصمـته فيك آهات وإفضاء


غبنا
وفي نخلة التاريخ خضرتنا
وكم نفيـــنا ونحن الأرض والماء

تأبى المدائن إلا أن تغربنا
وفي الحقيبة أموات  وأحياء

ترى أناملنا آثار سنـــبلة
عطشى يصارعها بحر وصلداءُ

مشطور ياكوكبي نصفا لأمنيتي
والنصف يأس له في الطرس إيماءُ

حمامة ملت الأحزان مهجتها
كأنها لمرار الجرح أحشاءُ

تعلم القمر الغرّيد أسئلة
ماللنجوم يواريهنّ إقصاءُ

أرى الجنادل تزهو في دناءتها
وكم تسيّدها باللؤم أهواءُ

بوهمهم اخمدوا شمسا كما جهلوا
أنّ اليمامة في التاريخ زرقاءُ

يغربل الدهر والأيام لؤلؤنا
وتهمل الرمل أذهان وحوباءُ

مستاءة يايراع اليوم واجمة
عاثت بوجهك أسماء وأسماء

في ذات وهم هفا من خافقي أمل
لو عدت يرجع حسان وخنساء

تعود روح جرير بعد غربتها
وترتقي لغة بالطهر عصماء

يعود مطران يشدو للمساء كما
يعود مفدي وناصيف ومن ناءوا

هو ارتقاء ولا أدري له سببا
لربما فطرة أوشى بهــا المــاءُ

أصواتنا لليراع الحر نودعها
ماسافرت بغريب السر عنقاء

أسرت طير المعاني تحت أقنعتي
لكي تواتيه بعد الصبر أجواءُ

من الغمام نشيج عاشقٌ لغةً
فيها تُوَحّدُ خلجانٌ وصحراءُ

على شفاهي جسور الضوء يعبرها
صمت الليالي وفي الأغساق أصداءُ

قد أترعت بسراب السين سائلة
عن طفلة صدحت من تيهها الراء

للسنديان لجذع النخل ترجمة
لمن تملكها طهر  وعلياءُ

أنا الوصول أتاني لاثما قدمي
من كانه البدر لا تعنيه  حصباءُ

السبت، 13 أكتوبر 2012

خاطرة خروج الطين خلسة



خاطرة خروج الطين خلسة
ثمة أرواح فرت من أوعيتها إلى مكان لايوشي بالضياء

يكون أكثر أمانا
صرت أعد أصابعي بالرغم عن وفاء آلتي الموسيقية
على أوراق شجر الزيتون ذبل اخضراري
والمكان يحاصرني ولم تزل آلتي وفية
خارطة العالم ترسم مدنا وتمحو أخرى
خارطة القلب لا تزال تذكر نقطة البداية
فكل من يبذر المتاهات يرهق غباءه المتذاكي
أحب الأرز فهو زيادة في اللياقة
لكنهم عند الطبخ أحرقوه فما عاد شهيا مثلما كان
في جنون من الهذيان اتخذ ت من العش شجرا
وسرت ورائي إلى حيث تتقاطع الطرق فأجدني
أسير وراء ظلي لعلني أجد زنبقة أضاعتني
ولم أعثر عليها ربما تجدني ربما كنتها في سالف البحث
وقعت إلى الأعلى والسماء تسقيني أحزانها
وأنا أعطيها بعض ما لا أملكه
ورحت أسمع للطيور تحيك من ذاك الموات
بداية
لو كنت أعرف من أكون كنت أرحت نفسي
من عناء البحث عن بحر أضاعته السفن والمدن
عندما أكملت القصيدة فقدت شفاهي
وخفت أن يفقد الأفق نجمة أخرى
لماذا أظل أفقد في كل عيد عمرا؟
الكرسي يجلس على أعتاب العمر
ونجلس عليه بعد شيخوخته
أحلم مادمت على قيد القصيدة



مولد العطر موت للزهور




من كوكب الحزن قد جاءت حكاياتي
تقـــص للـــبدء بعضا من نهـــاياتي
تبـــعثر القـــلب في الأوراق بـــائسة
نضت على البوح أسما ل المســافات
طعنت في الحزن في ريعان أزمنتي
وقـــد منـــحت المـــحيا للـــغـيابات
من يســـتفز فراشاتي وقد أفلت
شمس الطريق وفرت من صراعـاتي
أدق بـــــاب هواهمأقتفي أملي
ليـــــفتحاليـــأس من كــل اتجاهات
نــــزعـــت أقنعة الأيام واثـــقة
أن الــــسعادةضرب مــن خيــالاتي
أرى المعاول لو فكرت في فدن
تــــهز فـــي المـــرايالانــهياراتي
أنا الغريقة غطى الماء أشرعتي
وســـــارع الغيم في إخفاء مرســـاتي
أمــــد كفي وهذا الروع مختنق
ومــــا رأيــــت مجيرا غــــير أناتي
يقـــودني الماء لا درب ومتجه
والمـــــوت يغمر بالديـــــجور مرآتي
بكاني السمك الغواص منتحبا
وقــــد رثـــــــتني جميع الأرخــبيلات
قــــــاسمتهم ألقــــا لما تملكني
وهـــــم التــنفس في عمقالمحيطات
أضعتني وأضاع الوهم متجهي
وحـــالنــي الــــوقت لغزا في متاهات
عنقاء تحكىولا تبدو حقيقتها
لا فــــي الــتراب ولا بين المـجرات
يردد الطير ما تخفيه أغنيتي
وتـــــــذ كر اللـحن أرواح الفراشات
ويحمل الطفل في صندوق مهجته
إلـــــى الغــــمام بريدا من رسالاتي
أنا وروحي ظلام التيه موطننا
فهـــل على الفجر أرض للــحمامات
موتي حياة فلا ضير ولا أسف
فمـــــــولد العــطر موت للزهيرات
أحالها الدهر دمعا قد سقى ورقا
يـــــبعثر الـــــدر في كل المساءات
وهكذا يا زمان الصمت خاتمتي
تـــــد ق بــالبوح أبواب البـــدايات

عصفور البوح لطيفة حساني


عصفور البوح


غرد على غصن المنى صداحا
واستل من ساع الزمان صباحا

وانثر على أرض الغيوم ترقبا
يــــنزل جمـــــالا يملأ الأقداحا

ماذا أخــــذنا من غــياب قاتل
كــــنا طــــيوفا تشبه الأشباحا

كنا كفوفا في الفضــــاء تمددت
لتــــعود صفرا مؤلما وريــاحا

نبكي بدمعات تساقط جمــــرها
ذكــــرى تجدد حسرة وجراحا

ورقاء قد كسر الزمان جوانحي
فجعلت من سحر القريض جناحا

يا عالما أذكى القصيد بـــداخلي
شــــكرا لجرح قد أذاب جراحا

شكرا لمن كان الحراب بأضلعي
شــــكرا لمن ملأ الـفؤاد رماحا

قد كان صبري صبر حر مكرم
بل كان صبري في الزمان سلاحا

إني أخذت من الجرار كريمها
وحــــلفت أن أرد الضياء قراحا

في عالمي أجد السماء مدينـــتي
وأرى اقتطاف النجم صار مباحا

أنا من تـــأجل وجهها لــــكنها
عادت تزيح عن السمات كلاحا

وسقى الغمام سنابلي فتــنفست
واخضر عالمها الفسيح سماحا

على ضفاف الرحيل .لطيفة حساني




على ضفاف الرحيل للشاعرة لطيفة حساني



أمضي وظلي غـــيمة الأضواء


            وخطاي يحدوها حباب الماء



سددت في صدر الفضاء رمايتي    


      لأصيب طير  البوح بعد عناء



فتناسل السرب الجميل براحتــي     


    وانساب شعرا حين جف إنائي



قدقمت من جفن الصباح حكاية


           سردت صراع الليل والأضواء



أنا نـــجمة زاد الظلام ضياءها   


        تـــختال تيها في الفضاء النائي



تيـــــاهة فـــــي أفــقها مفتونــة


          بالخيل بين فدافد البيداء



الخيل تعرفني وتعشق وطأتي


           واللــــيل يــفترش النهار إزائي



وردي بحار المستحيل سجية


             فالمستحيل يراعة الشعراء



ولكم أحدق في النخيل تعشقا           


  لــــذرى عــــلو تســـتفز سنائي



عنقود وجدي صغته وجعلته       


      ريــــا لكــــون يســـــتثير بقائي



يامسرحا رقص العذاب بأرضه



واكتض فيه ترقبي وفنائي




وشدا به عصفور ضوء أخضر


        متــــخوفا مـــن زفرتي وبكائي



والكون شـــاهدني بأجمل حلة      


     وعــــلى المـــلامح عزة النبلاء



وأنا السجينة في مواجع لحظتي     


   أشدو وصمت الكون في أحشائي



أنهار شوق من شفاهي سلسلت


        وبــــداخلي تغريبة الصحراء



رحلت حروفي في مفاوز وحشتي


       لتعود ملأى ريها خيلائي



فهي استفزت ما يدور بداخلي



وتشذرت كالحلم في أجزائي


         


إني حملت من الجرار كريمها


           علـــــي  أرى دربــا لسر الماء



ياصمت دهر قد تنامت في فمي


         أغــــصانـــــه تــغتال كل غنائي



كانــــــت مدينتنا ضبابا ناشرا


             إكداره فـــي روحنا البيضاء



كانـــــت متاهات تعاود بحثنا   


   عــــن دربــــــنا لنـعود كالغرباء



حرمان هذا الكون حط رحاله


          ورأى مرابعه على الحوباء

                     


إيه وما كان الزمان يري لنا



فـــــكأنه الســــكرات قبل فنائي




ماذ عساي وكل درب ينثني



ويهد جسر الأمنيات إزائي




فكم انتظرت بملء أحلامي غدي


      غيم من الأرزاء وإذاغـــــدي



كم شردتني يـــا فؤادي شقوتي    


    وأنــــا أرقـــــع  غربتي برجائي



والوهم غيم ليس يمطر بالحيا



ماتمطر الأوهام غير شقاء




يهفو الحنين على مراياهم شذى


     يذكي بقلبي صبوة الفقراء



تبكي على خدي السنون تهزني   


    مــن أمسهم ذكرى الزمان النائي



أمشي كبدر في المياه تخوفا       


      أن يــــقتفي الزمن البهيم ضيائي



هدهدت مهد الغيم أرقب غيثه      


    وإذا انــــتظاري راحـــة لفــنائي



وغزلت فستان المسرة في الدجى     


     ليـــــرى الصباح أناقتي وبهائي



فأتى الصباح مسربلا بسلابه         


   كــــــيف الكئيب يحس بالأشياء



يبست جذور القلب بعد مكارهي    


     واصفر في أيك السنين رجائي



فرحلت بي وحقيبة موجومة



ويراعة تبكي على أشلائي


طريق الاكتمال


طريق الاكتمال
 للشاعرة لطيفة حساني




لقد عشتُ الصروفَ ولم أكسَّرْ
كجذعِ النخلِ: ما بالريحِ يُبتَرْ
لعلِّي للسعادة سوفَ أعبُرْ
وأنسى ما اعتراني مِن تكدُّرْ

لأنَّ المجدَ يأتي بالنِّضالِ

طويتُ الأمسَ والذكرى القديمهْ
لأنسى صفعةَ الدهرِ الأليمهْ
فيافي القلبِ هجفاءٌ سقيمهْ
وما عنَّت مدى الأيامِ دِيمهْ

ولكنْ حُلْمُ قلبي في اتصالِ

أتيتُ بثغرِ أيامي سؤالا
بحَيرتهِ أرى الدنيا ثُمالهْ
يبعثرُ في قرائحها انشغالا
ويُوْدعها لأفكاري احتِمالا

وما وصلَت لما يهفُو ببالي

تشرِّدني غياباتُ المرايا
وتسلُبني تخاريفُ الصبايا
ويعبرُ ألفُ رمحٍ في حَشايا
إذا عنَّت لذاكرتي الحكايا

ويُذْكي الأمسَ أوصابُ اللَّيالي

وأصبرُ إنَّ في صبري ارتقاءا
إذا الرحمنُ كلَّفني ابتلاءا
وما معنى المعذَّبِ إن أساءا؟
يمرُّ ممرَّ جيلٍ قد تناءى

وما ربِّي عن العاصي بِسالِ

دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ
ولا تيأس إذا ناءتْ وناؤوا
تعلَّم إن تبنَّاك العناءُ
فدَربُ الجنةِ العُليا شَقاءُ

ويا حظَّ الذي نالَ المعالي

على رُوح الطفولةِ قد تنامى
ربيعُ الروحِ، والنَّعناعُ قاما
يحاورُ من صدى حُسني الخزامى
يضوعُ ليملأَ الدنيا ابتِساما

لعلِّي أشتري بعضَ الكمالِ.