السبت، 13 أكتوبر 2012

على حافة الهذيان


 
على حافة الهذيان
 

وسافرَ وجهِي يفتِّشُ عنِّي
بأُفقهِ طيفٌ يظلُّ يغنِّي

يحُومُ وينشرُ سِحراً بكَونٍ
تبرَّم منه الفؤادُ ومنِّي

أحبكَ جدًّا ولكنَّ روحي
ضحيةُ هذا الزمان المسِنِّ

أحبك ملءَ غناءِ القوافي
وملءَ رجوعِ سَفينِ التمنِّي

هي الحادثاتُ انتصبنَ جِبالاً
وراحَت بوجهكَ خيبةُ ظنِّي

فخُذ بيدِي، كدتُ أنأى بَعيداً
ببحرِ الضبابِ.. فلا، لا تلُمنِي

عسى الدَّهرُ يُرجعُ فيَّ شبابي
فيخضرُّ حلمٌ أماتهُ حُزني

ويهفو الحنينُ بحَولي حزيناً
يُحاكي حزيناً تمنَّى التأنِّي

صديقي، فؤادي يضِيقُ بثَوبي
فدَعني أسافرُ، لا تسألَنِّي

تُغَرَّب فينا النوارسُ حَيرى
وللبحرِ شوقٌ يظلُّ يغنِّي

دعِ الدهرَ يهدمُ كل جميلٍ
عساهُ يرمم جدرانَ حِصني


وأبسطُ كفَّ الرجاء غياباً
لعلَّ الهناءَ يكحِّلُ جَفني

لعل الترانيمَ تُشفقُ يوماً
وتَغزو السكوتَ بأجملِ لحنِ

صديقي، إذا فرَّقَتنا جسورٌ
فواصِل - فدَيتُكَ - لا تخذلنِّي


وجدِّف إذا الموجُ كان عنيفاً
إلى أن تُقيمَ ببرٍّ وأَمنِ

إذا عُدتُ.. هذا الرجاءُ الأخيرُ
وإن غبتُ.. منكَ السماحُ ومنِّي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق